×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

باب ما جاء في منكري القدر

**** 

 هذا الباب عقده الشيخ رحمه الله ليبيِّن أنَّ الإيمان بالقدَر من الإيمان بربوية الله، وأنَّ مَن أنكر القدر فقد أشرك في توحيد الربوبيَّة؛ فالإيمان بالقدر من الإيمان بالربوبيَّة، فالذي لا يؤمن به فإنه لا يؤمن بربوبيَّة الله سبحانه وتعالى لأنَّه جَحد قدَرَهُ وعِلمَه، وأنكر أن يكون ما يجري في هذا الكون بتقدير الله ومشيئَتِه، ووصفَ الله تعالى بالجهل وبالعجز، إلى غير ذلك.

والقدَر: مصدرُ «قدَرْتُ الشيءَ أَقْدُرُه»: إذا أحطتُّ بمقدارِه.

فالقدَر هو: إحاطة الله سبحانه وتعالى بالأشياء وعلمُه بها قبل كونِها، ثُمَّ كتابتهُ لها في اللَّوح المحفوظ، فكلُّ ما يقع في هذا الكون فهو داخلٌ في علم الله سبحانه وتعالى الأزلي وفيما كتبه في اللَّوح المحفوظ: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ [الحديد: 22]، ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ [التغابن: 11]، فكلُّ شيءٍ بقضاء الله وقدره ومشيئته وإرادته، لا يخرُج عن ذلك شيءٌ من الأشياء، وهو - أيضًا - مكتوبٌ في اللَّوح المحفوظ.

وفي السنَّة النبويَّة أحاديث في الصِّحاح وغيرها، ساق المصنِّف منها طَرَفًا في هذا الباب.

وأجمع على ذلك المسلمون، إلاَّ مَن ضلَّ وانحرف عن منهج السَّلف مع الفرق الضالَّة، وهؤلاء محجوجون بالكتاب والسنَّة وإجماع الأُمَّة.


الشرح