×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وقال ابن عمر: «والَّذِي نَفْسُ ابْنُ عَمَرَ بِيَدِهِ؛ لَوْ كَانَ لأَِحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ثُمَّ أَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ؛ مَا قَبِلَهُ اللهُ مِنْهُ، حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ» ([1]).

****

قال: «وقالَ ابنُ عُمَرَ» ابن الخطَّاب رضي الله عنهما.

«والَّذِي نَفْسُ ابْنُ عَمَرَ بِيَدِهِ» أقسم عبد الله بنُ عمر بالله سبحانه وتعالى لتأكيد الأمر وأهميته.

«لَوْ كَانَ لأَِحَدِهِمْ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا ثُمَّ أَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ مَا قبِلَهُ اللهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ» سببُ مقالة ابن عمرَ هذه: أنَّه لَمَّا وُجِدَ في آخرِ حياتِهِ رضي الله عنه مَنْ يُنكر القدَر، وسُئل عن ذلك، أجاب بهذا الجواب.

وذلك أنَّه ظهر بالبصرة في آخر عصر الصَّحابة بعد عهد الخلفاء الراشدين وبعد خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وفي آخر حياة ابن عمر وابن عبَّاس وغيرِهما من الصَّحابة ظهر بالبصرة رجلٌ يُقال له: مَعْبَد الجُهَني، يُنكر القدر، وكان يَحْيَى بنُ عمر وحُمَيْدُ بن عبد الرحمن الحِمْيَري: لَمَّا ظهرت هذه المقالة بالبصرة قَدِمَا إلى الحجاز حاجَّين أو معتمِرين، وقالا: «سنسأَل أوَّل مَنْ نلقى من الصَّحابة»، وهكذا المسلمون قديمًا وحديثًا إذا أُشْكِلَ عليهم شيءٌ يرجعون إلى علمائهم ويسألونهم، ولا يستقِلُّون بالأمر، أو يكون لكلِّ واحد منهم رأيٌ، أو ينقسمون إلى جماعات وأحزاب، كلٌّ له قول، هؤلاء جاءوا من البصرة إلى مكَّة المكرَّمةِ بقصد مسألة واحدة مع ما في ذلك من مشقَّة السَّفرِ وطول المسافة؛ لأنَّ الأمر عظيم، يجب الرُّجوع إلى أهل العلم


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (8).