ثالثًا: أنَّ الله توعَّدهُ
بالنَّار: «أَحْرَقَهُ اللهُ بِالنَّارِ»، «لَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ
هَذَا لَكُنْتَ مِنْ أهل النَّارِ».
فهذه الأمور الثلاثة
كلُّها تدلُّ على شناعة إنكار القضاء والقدَر.
الفائدة الخامسة: في الحديث دليلٌ
على وُجوب الرُّجوع إلى أهل العلم عندما يعرِض للإنسان مشكِلة، فإنَّها لا تزول
إلاَّ بالرجوع إلى أهل العلم؛ وذلك لقولِه تعالى: ﴿فَسَۡٔلُوٓاْ
أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 43].
الفائدة السادسة: في هذه الأحاديث
دليلٌ على أنَّ أهل العلم لا يقولون إلاَّ بما دلَّ عليه الدَّليل مِن كتاب الله
وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، فابن عمرَ استدلَّ بالحديث الذي رواه أبوه في
دُخول جبريل على النَّبي صلى الله عليه وسلم وسؤاله إيَّاه، وفي آخره: «وَتُؤْمِنَ
بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»، وحذيفة بن اليَمان يقول: سمعتُ رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي».
كذلك الصَّحابة
الذين ذهب إليهم ابنُ الدَّيلمي، وهم: أُبيُّ بنُ كعب، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة
بن اليَمان، وزيد بن ثابت، كلُّهم يحدِّثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فدلَّ على أنَّ أهلَ العِلم إذا أفتوا بفتوى أو قالوا مقالاً أو أجابوا بإجابة
علميَّة أنَّهم يُسندونها إلى الدَّليل مِن كتاب الله ومِن سنَّة رسولِه صلى الله
عليه وسلم، لا سيَّما إذا كانت من أُمور العقائد، فإنَّ العقائد توقيفيَّة لا
يصلُح فيها شيءٌ مِن الاجتهاد، وإنَّما هي أمورٌ توقيفيَّة.
***
الصفحة 20 / 482