×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

قال: «فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ وَحُذَيفَةَ بْنَ اليمان وزيد بنَ ثابت» هؤلاء أقطاب من أقطاب العلم، من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويُروى: أنَّ أُبيَّ بنَ كعب أحاله إلى عبد الله بنِ مسعود، ولَمَّا أجابه عبد الله بن مسعود أحاله على حُذيفة بن اليمان، ولَمَّا أجابه حُذيفة ابن اليمان أحاله على زيد بن ثابت، فكلُّ واحدٍ منهم يُحيلُه على أخيه لأجل أَنْ يزولَ ما في قلبِه.

يقول ابن الديلمي: «فَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي بِمِثْلِ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم » أَنَّ الإِْيمان بالقضاء والقدر أمرٌ لا بدَّ منه، ولا يقبل الله من أحدٍ عملاً إلاَّ به، ومَن لم يؤمن به فهو من أهلِ النَّار، نسأل الله العافية والسَّلامة.

فيُستفاد من هذه الأحاديث التي أوردها المصنِّف رحمه الله في هذا الباب فوائد عظيمة:

الفائدة الأولى: وُجوب الإيمان بالقضاء والقدر، وأنَّ ذلك مِن أركان الإيمان الستَّة.

الفائدة الثانية: أنَّ الله سبحانه وتعالى كتب مقادير الأشياء في اللوح المحفوظ بعد علمه بها سبحانه وتعالى أزَلاً، ففيه: ثُبوت كتابة القدر في اللَّوح المحفوظ.

الفائدة الثالثة: أنَّ القلم من أوَّل المخلوقات، وهل هو قبل العرش أو بعده؟ على القولين السَّابقين، والرَّاجح: أن العرش هو السَّابق.

الفائدة الرابعة: أنَّ مَنْ لم يؤمنْ بالقضاء والقدر فهو إمَّا كافر وإمَّا مبتدع، إمَّا كافر إِنْ كان ينكر العلم، أو مبتدع إِنْ كان لا يُنكر العلم؛ وذلك لأُمور:

أوَّلاً: أنَّ الله لا يقبَلُ منه النفقة في سبيله ولو كثرت.

ثانيًا: براءة الرَّسول صلى الله عليه وسلم منه.


الشرح