فَقَالَ:
لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى مَا قَبِلَهُ
اللَّهُ تعالى مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا
أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ
لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَكُنْتَ مِنْ أهل النَّارِ.
قَالَ:
فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ وَزَيْدَ
بْنَ ثَابِتٍ؛ فَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي بِمِثْلِ ذَلِكَ عِنِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم ([1]). حديثٌ
صحيحٌ، رَوَاهُ الحَاكِمُ فِي «صَحِيحِهِ».
****
«لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ تعالى مَا قَبِلَهُ اللَّهُ تعالى مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ
بِالْقَدَرِ» لأنَّ العمل وإن كان جليلاً فإنَّه لا يُقبل إلاَّ إذا صحَّتِ
العقيدة، ومِن صحَّة العقيدة: الإيمانُ بالقضاء والقدر؛ لأنَّه من أركان العقيدة -
كما مرَّ في حديث عمر بن الخطَّاب في سؤالات جبريل للنَّبي صلى الله عليه وسلم.
«وَتَعْلَمَ أَنَّ
مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ
لِيُصِيبَكَ» الله أكبر!، تطابقت كلمة أبيِّ بنِ كعبٍ مع كلمة ابنِ عمرَ ومع كلمة
عُبادة بن الصَّامت - رضي الله عن الجميع - لأنَّهم يأخذون من مصدر واحد وهو
سنَّةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يقولون شيئًا من عند أنفسهم.
«وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَكُنْتَ مِنْ أهل النَّارِ» هذا - أيضًا - مطابِق لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي مرَّ قريبًا: «مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ أَحْرَقَهُ اللهُ بِالنَّارِ».
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4699)، وابن ماجه رقم (77)، وأحمد رقم (2158).