النبوَّة في اليمن، والديلمي نسبة إلى جبل
الدَّيْلَم في بلاد فارس؛ فأصلُه فارسيٌّ، ممَّن جاءوا إلى اليمن من الفُرس، وأسلم
وحسُن إسلامُه، وابنُه من كبار التَّابعين والأئمَّة المشهورين رحمه الله.
قال: «أَتَيْتُ
أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ» الأنصاري، الصحابيَّ الجليل، أقرأُ الصَّحابةِ لكتاب
الله عز وجل.
«فَقُلْتُ: فِي
نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ الْقَدَرِ» هكذا طلبةُ العلم الذين يبحثون عن الحقيقة،
ويبحثون عن العلم النَّافع إذا أشكل عليهم شيء، لا يَعْتَمدون على رأيِهم، وإنَّما
يرجعون إلى أهل العلم، فهذا ابن الدَّيلمي رجع إلى الصَّحابة لَمَّا أُشْكِلَ عليه
أمرُ القَدَرِ.
«فَحَدِّثْنِي
بِشَيْءٍ» يعني: أخبرني بشيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ أُبيَّ بنَ
كعبٍ مِن خَواصِّ صحابةِ الرَّسول صلى الله عليه وسلم.
«لَعَلَّ اللَّهَ تعالى أَنْ يُذْهِبَهُ مِنْ قَلْبِي» هذا دليلٌ على أنَّ الإشكال يزول بالعلم، وعلى أن الوساوس تزول بالعلم النَّافع، لا شفاء لها إلاَّ العلم، والعلم إنَّما يُطلب عند أهِله، لا يطلب مِن المتعالِمين والمبتدئين والصحافيِّين الذين يعتمدون على قراءة الكُتب، هؤلاء قُرَّاء، وليسوا علماء، وما يُخطئون فيه أكثر ممَّا يصيبون، لا بدَّ من الرُّجوع إلى أهل العلم الرَّاسخون في العلم.