×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ عز وجل: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ شَعِيرَةً» ([1]) أخرجاه.

****

قال: «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:»» مثل هذا الحديث الذي يرويه النَّبي صلى الله عليه وسلم عن ربَّه يُسَمَّى بالحديث القُدْسي، نسبةً إلى القدس وهو الطهر؛ لأنَّه مِن كلام الله سبحانه وتعالى الذي رواه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم.

والأحاديث القدسيَّةُ معروفة عند أهل العلم، وأُلِّفتْ فيها مؤلَّفات، جُمعت فيها الأحاديثُ القدسيَّة، منها ما هو صحيح، ومنها ما هو دون ذلك.

وهذا الحديث مِن الأحاديث القدسيَّة الصحيحة لأنَّه في «الصحيحين».

فقولُه: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى» هذا فيه إثبات الكلام لله عز وجل وأنَّه يقول ويتكلَّم كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى ليس ككلام المخلوق، وإنَّما هو كلامُ الخالق جل وعلا.

«وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي» هذا استفهام إنكار بمعنى النفي، أي: لا أحد أشدُّ ظلمًا من المصوِّر، مثل قوله تعالى: ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا [الأنعام: 21]، ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ يُدۡعَىٰٓ إِلَى ٱلۡإِسۡلَٰمِۚ [الصف: 7] أي: لا أحد أظلم من هذا، فهو أظلمُ الظَّالمين.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (7120)، ومسلم رقم (2111).