الواجب على المسلم: أَنْ يصدُق في معاملته مع النَّاس في بيعِه وشرائِهِ.
والدُّنيا مهما
حصَّل منها فإنَّها لا تُغنيه عن الآخرة، والكسبُ الحلال وإنْ كان يسيرًا فإنَّ
فيه البركة وفيه الخير، والكسب الحرام وإنْ كان كثيرًا فهو ممحوق لا خيرَ فيه.
فيُستفاد مِنَ الآية
الكريمة ومن هذين الحديثين المسائل الآتية:
المسألة الأولى: وُجوب تعظيم اليمين
بالله عز وجل؛ لأنَّ تعظيمَها كمالٌ في توحيد العبد.
المسألة الثانية: النَّهي عن كثرة
الحلف لأنَّ مَن كثُر حلِفُه كثُر كذبُه، وكثرة الحلف تدلُّ على التهاوُن باليمين،
ومَن تهاوَن باليمين نَقَصَ توحيدُه: قال تعالى: ﴿وَلَا
تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ﴾ [القلم: 10] قال تعالى: ﴿وَيَحۡلِفُونَ
عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [المجادلة: 14]، هذا من صفات أهلِ
النِّفاق.
المسألة الثالثة: في الحديث دليلٌ
على أنَّ الصدق وتعظيمَ اليمين سببٌ للبركة، وأنَّ الكذب والتهاوُن باليمين سببٌ
لمحق البركة.
المسألة الرابعة: في الحديث الثاني دليلٌ على إثبات الكلام لله عز وجل وأنَّ الله جل وعلا يتكلَّم بكلامٍ يليقُ بجلالِه، ليس ككلام المخلوقين أو صفة المخلوقين، هذا مذهب أهل السنَّة والجماعة، خلافًا للجهميَّة والمعتزلة ومَنْ درَج على سبيلِهم.