×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ.

****

 هذه رواية مسلم: «ثم» وفي رواية غير مسلم بحذف «ثمَّ»، وهو الصحيح، ويكون: «ادْعُهُمْ إِلَى الإِْسْلاَمِ» بداية الكلام.

فالكُفَّار يجب أن يُدعَوا إلى الإسلام أوَّلاً، فإنْ قَبِلوا فالحمد لله؛ لأنَّ هذا هو المقصود، نحن لا نقاتلهم إلاَّ لأجل دخولهم في الإسلام، فمن شهِد أن لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله وَجَب الكفُّ عنه، واعتبرناه من المسلمين، له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين، إلاَّ أن يظهر منه بعد ذلك ما يخالف الشهادتين فنعتبرُه مرتدًّا، ونعامله معاملة المرتدِّ، أمَّا إذا لم يظهر منه شيء فإنَّه يُقبل منه الإسلام، ولو مات بعد نُطقه بالشهادتين عاملناه معاملة المسلم في الميراث والجنازة وغير ذلك.

ثم إذا قبلوا الإسلام فـ «ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ» يعني: من مكانهم الذي يقيمون فيه.

«إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ» وهي المدينة في ذاك الوقت.

والهجرة في اللغة هي: تَرْك الشيء، قال تعالى: ﴿وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ [المدَّثر: 5] أي: اترُك الشرك، وقال صلى الله عليه وسلم: «وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» الهجر هو: التَّرْك. هذا في اللغة.

أمَّا في الاصطلاح الشرعي فالهجرة صارت تُطلَق على الانتقال مِن بلاد الكفر إلى بلاد المسلمين مِن أجل حفظ الدين.


الشرح