وَإِذَا
لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ - أَوْ
خِلاَلٍ - فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ،
ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِْسْلاَمِ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ.
****
لأنَّه يصدُر منه ضررٌ على المسلمين، أمَّا
الشيخ الذي ليس له أهميَّة، وكفره قاصرٌ على نفسه، فلا يقتل، إنَّما يُقتل الكافر
الذي يتعدَّى ضرره وكفره إلى النَّاس، وكذلك الرُّهبان الذين في الصوامع أيضًا لا
يُقتلون؛ لأنَّهم مشغولون بما هم فيه ولا يصدُر منهم أذًى للمسلمين.
«وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ
مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ - أَوْ خِلاَلٍ -» الخصال والخِلال
بمعنىً واحد، ولكن هذا شكٌّ مِن الراوي، وهذا من الدقَّة في الرواية، إذا كان
الراوي لا يجزم باللَّفظة التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنَّه يأتي
بالكلمة التي تشابهها تحرُّجًا مِن القول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم
يقل وإنْ كان المعنى صحيحًا، وهذا مِنِ احترام كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأنَّ أحدًا لا يُضيف إليه شيئًا، ويقول: قال رسول الله كذا وهو لم يجزم.
«فَأَيَّتُهُنَّ» بالنَّصب على أنَّه
مفعول للفعل المتأخِّر وهو «أَجَابُوكَ».
«مَا أَجَابُوكَ
فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ» إذا قبِلوا أيَّ واحدة من
هذه الخلال الثلاث - أو الخصال - فاقبَل منهم إجابتهم وكُفَّ عنهم القتال، لا
تقاتلهم.
هذا فيه: أنَّ
القتال لا يجوز إلاَّ بعد الدعوة إلى الإسلام، ولا تجوز مفاجأتهم وقتالهم وهم لم
يسبق لهم دعوة من المسلمين.
«ادْعُهُمْ إِلَى الإِْسْلاَمِ» قوله في الحديث: «ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِْسْلاَمِ»