وإنْ أخذ مالاً جاء
به يحملُه يوم القيامة فضيحةً له في هذا الموقف العظيم.
والغالُّ يؤدَّب؛
يُحْرَقُ رَحْلُه الذي يركبُه، والأثاث الذي معه، مِن باب العقوبة بالمال، ولا
يصلِّي عليه الإمام، بل يتركُه يصلِّي عليه النَّاس مِن أجل الردع للنَّاس.
وحتَّى العُمَّال
الذين يبعثهم وليُّ الأمر لجباية الزكاة؛ إذا قبِلوا الهدايا مِن النَّاس فهي
غُلول، قال صلى الله عليه وسلم: هَدَايَا العُمَّالِ غُلُولٌ.
«وَلاَ تَغْدِرُوا» هذا الشَّاهد من
الحديث للباب، والغدر هو: الخيانة في العهد.
«وَلاَ تَمْثُلُوا» التمثيل معناه:
تشويه جُثَث القتلى؛ بقطع آذانهم أو أُنوفهم أو أطرافهم، وهذا لا يجوز؛ لأنَّ جُثة
الآدمي لها حُرْمة حتى ولو كان كافرًا، فلا يجوز التمثيل به.
«وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا» الوليد معناه: الصَّغير مِن الكُفَّار، لأنَّه ليس منه خطرٌ على المسلمين، كما أنَّها لا تُقتل - أيضًا - المرأة من الكُفَّار؛ لأن النساء لَسْنَ مِن أهل القتال، وإنَّما الأطفال والنساء يؤخذون أرقَّاء للمسلمين، وكذلك الشيخ الكبير الهَرِم لا يُقتل، إلاَّ إذا كان له رأي ومشورة في الحرب، مثَل ما قُتل دُرَيْد بن الصِّمَّة سيِّد هوازِن، وكان رجلاً كبيرًا هَرِمًا لكن قُتل في غزوة حُنين لأنَّه كان يعطي الآراء للكُفَّار؛ لأنَّه كان سيِّدًا مِن ساداتهم وشجاعًا مِن شجعانهم، وقد مارس الحروب وساس المعارك، فعنده خِبرة، وكانوا يرجعون إليه، فقتله المسلمون؛