اغْزُوا
وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تَمْثُلُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا.
****
تعالى: ﴿هُوَ
ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى
ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة: 33]، فتحقَّق وعدُ الله
سبحانه وتعالى وظهر دينُ الإسلام على الدين كلِّه، وبلغ مشارق الأرض ومغاربها،
بجهاد المجاهدين في سبيل الله.
«اغْزُوا» هذا تكرارٌ منه صلى
الله عليه وسلم للتأكيد.
«وَلاَ تَغُلُّوا،
وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تَمْثُلُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا» يرسُم لهم صلى الله
عليه وسلم الخُطَّة التي يسيرون عليها في جهادهم، وهي خُطَّة العدل والإنصاف
والرِّفْق والحكمة.
«وَلاَ تَغُلُّوا» الغُلول هو:
أن يأخذ شيئًا مِن الغنيمة قبل القِسْمة؛ فالغنيمة تُجمع ثم تُقَسَّم حسب ما شرعه
الله: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ
وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ﴾ [الأنفال: 41].
فمن أخذ شيئًا منها بدون القسمة أو التنفيل الذي يمنحُه القائد لبعض المجاهدين لمزية فيه يعطيه؛ فمن أخذ شيئًا بدون وجه شرعي مِن المغانم فهذا هو الغُلول، وهو كبيرة من كبائر الذُّنوب، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّۚ وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾ [آل عمران: 161]، ففي يوم القيامة يأتي الغالُّ يحمل ما أخذه في الدنيا، يحمله على ظهره، إن أخذ بعيرًا جاء بالبعير على رقبته، وإن أخذ بقرة جاء بها يحملها على رقبته،