×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

«فِي سَبِيلِ اللَّهِ» يعني: أن الغزو لا يكون لطلب المُلك أو لطلب المال أو التسلُّط على النَّاس، هذا شأن أهل الجاهليَّة، إنَّما يكون الغزو لمصالح المغزوِّين، وليس للانتقام منهم إذا لم يصرُّوا على الكفر، وإنَّما هي لمصالحهم، لأجل إنقاذهم من الكفر وإخراجهم من الظلمات إلى النور، فهو في سبيل الله، القصد منه: إعلاءُ كلمة الله سبحانه وتعالى والمصلحة في هذا عائدة إلى المغزويِّن، وإلى الغازين أيضًا، الغازين يكون لهم أجر الجهاد في سبيل الله وأجر الشهادة والغنيمة، والمغزُوُّون يكون لهم إخراجهم من الكفر إلى الإيمان ومن الظُّلمات إلى النُّور، ومن الكفر إلى الإسلام.

«قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ» القصد من الغزو هو: قتال الكُفَّار، لكفرهم، لأن الله خلق النَّاس لعبادته سبحانه وتعالى قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ [الذاريات: 56]، والمصلحة في العبادة راجعةٌ إليهم؛ لأنَّهم إذا عبدوا الله أكرمهم الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة، أما إذا عبدوا غير الله فقد ضرُّوا أنفسهم.

فالمقصود من الغزو في الإسلام هو: إزالة الكفر وإحلال التَّوحيد محلَّه، هذا هو المقصود من الغزو، ليس المقصود من الغزو الاستيلاء على البلاد، أو أخذ الأموال، أو توسيع الملك، أو ما أشبه ذلك، قال تعالى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ [الأنفال: 39].

وهذا فيه دليلٌ على أنَّ الجهاد يكون بالغزو والهجوم على الكفَّار في ديارِهم، وليس المقصود منه - كما يقول بعض الكُتَّاب العصريِّين:


الشرح