«اغْزُوا
بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ.
****
أو إلى ماله أو إلى
جاهه.
«وَبِمَنْ مَعَهُ مِنْ
الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا» أي: وأوصاه بمن معه مِن المسلمين ممَّن تحت يده من
السريَّة أو الجيش خيرًا: بأنْ ينصح لهم ويتولَّى أمرهم ويدبِّر شئونهم وينظر في
مصالحهم، ويحلَّ مشاكلهم، ويرفُق بهم، ليست المسألة مسألة إمارة فقط، أو نيْل
مرتبة فقط، أو نَيل لقب.
ثم يقول عليه الصلاة
والسلام للأمير وللجيش وللسريَّة، يقول للجميع: «اغْزُوا» الغزو هو: قَصْد العدوِّ
والذَّهاب إليهم.
«بِاسْمِ اللَّهِ» أي: مستعينين بالله، وهذا فيه: بَدَاءَة الأمور المهمَّة باسم الله، وأنَّ الإنسان إذا بدأ بشيء فإنَّه يبدأ باسم الله، إذا شَرَع في السفر، أو شرع في الغزو، أو شرع في الأكل أو الشُّرب، أو الدخول في البيت أو المسجد، وحتَّى الدخول في محلِّ قضاء الحاجة يقول: «باسم الله» قبل الدُّخول؛ لأن هذا الاسم يعصمه من الشيطان، وتنزل عليه وعلى عمله وعلى فعله الرحمة والبركة، كما تُذكر على الذَّبائح عند التذكية، بل جاء في الحديث: «كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِاسْمِ اللهِ فَهُوَ أَبْتَرُ» ([1]) أي: ناقصُ البَرَكة، تُبدأ به الرسائل والمؤلَّفات، تُبدأ بها الدروس والنصائح، تُبدأ بها سور القرآن الكريم - ما عدا سورة براءة، فـ «باسم الله» كلمة عظيمة، تُبدأ بها مهامُّ الأمور.
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (1894)، وأحمد رقم (8712)، وابن حبان رقم (1).