×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 فقوله: «إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا» فيه: أنَّه لا بدَّ مِن نصبِ الأمير على الجيوش والسرايا لأجل أن ترجع إليه ولأجل أن يتولَّى أمرها ويحلَّ مشاكلها ونزاعاتها، لا بدَّ من الإمارة في الجيوش والسرايا، ولا بدَّ من الإمامة العظمى للمسلمين؛ لأنَّ الفوضى وعدم وُجود الوُلاة فيه مفاسد عظيمة، وفيه شرٌّ كبير.

وفيه: أنَّ تأمير الأمراء سواء على الأقاليم أو على الجيوش أو على السرايا يُرجع فيه إلى وليِّ الأمر، هو الذي يؤمِّر وهو الذي يعزل؛ لأنَّ ذلك من صلاحيَّاته في حدود ما شرعه الله سبحانه وتعالى.

«أَوْصَاهُ بِتَقْوَى اللَّهِ» هذا من عناية الرَّسول صلى الله عليه وسلم بأمور المسلمين، وهكذا ينبغي لوُلاة أمور المسلمين أن يقتدوا بالرَّسول صلى الله عليه وسلم فيوصوا أمراءهم ومَن تحت أيديهم بتقوى الله.

وتقوى الله هي: فعلُ أوامره وترك نواهيه، سُميت تقوى لأنَّها تقي من عذاب الله.

فالتقوى معناها: اتَّخاذ الوِقاية مِن عذاب الله وسخطهِ وغضبه؛ وذلك إنَّما يكون بطاعته وترك معصيته خوفًا من عقابه ورجاءً لثوابه.

وهي كلمةٌ جامعة تجمع خصال الخير كلِّها؛ ولذلك أوصى الله بها في كتابه في مواضع كثيرة، أوصى بها عباده فقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ [النساء: 1]، في كثير من الآيات، فهي كلمة جامعة.

ومَنِ اتَّقى الله فهو أشرف النَّاس؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ [الحُجُرات: 13]، فالتقيُّ هو الكريم عند الله سبحانه وتعالى دون نظرٍ إلى نسبه


الشرح