وَعَنْ
بُرَيْدَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَّرَ
أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ
وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ:
****
ثم أورد الحديث الذي
في «صحيح مسلم» وغيره، فقال:
«وَ عَنْ بُرَيْدَةَ» هو بُريدة بن
الحُصَيْب الأسلمي، الصحابي الجليل -رضي الله تعالى عنه -.
«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ» النَّبي صلى الله
عليه وسلم كان يعقِد الجيوش والسرايا للجهاد في سبيل الله، بعدما هاجر إلى المدينة
وقَوِيَ الإسلام وأمرهُ الله بالجهاد، كان صلى الله عليه وسلم يكوِّن الجيوش
والسرايا لمحاربة المشركين، امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى بقوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ
وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ﴾ [التوبة: 73]، ﴿وَقَٰتِلُواْ
ٱلۡمُشۡرِكِينَ كَآفَّةٗ كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ كَآفَّةٗۚ﴾ [التوبة: 36]، ﴿قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ
ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ﴾ [التوبة: 29]، ﴿وَقَٰتِلُواْ
فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ [البقرة: 244]، إلى غير ذلك.
والجيش هو: العسكر العظيم
الكثير، وأمَّا السريَّة فهي القطعة من الجيش، تنطلق من الجيش وترجع إليه.
وكان صلى الله عليه وسلم يؤمِّر على السرايا في الغالب، وأمَّا الجيوش فكان يقودُها بنفسه عليه الصلاة والسلام وأمَّا السرايا فكان يؤمِّر عليها أمراء مِن أصحابه.