×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ رَجُلٌ: وَاَللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلاَنٍ، فَقَالَ اللهُ عز وجل: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَن لا أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ؟ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» ([1]) رواه مسلم.

****

وقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ، مَدْفُوعٍ بِالأَْبْوَابِ؛ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ» ([2]).

قال: «عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ» جندَب: بفتح الدَّال، ويجوز الضمُّ. والمراد به: جندب بن عبد الله البَجَلي، صحابي جليل، رضي الله عنه.

«قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ رَجُلٌ» يعني: ممَّن كان قبلنا مِن الأمم.

قولُه: «وَاَللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلاَنٍ» هذا من النَّوع الأوَّل، وهو الحلِف على الله أن لا يفعل الخير، وهو المحرَّم.

«فَقَالَ اللهُ عز وجل: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ»، يتألَّى يعني: يحلف، والأَلِيَّة هي الحَلِف، قال تعالى: ﴿لِّلَّذِينَ يُؤۡلُونَ مِن نِّسَآئِهِمۡ تَرَبُّصُ أَرۡبَعَةِ أَشۡهُرٖۖ [البقرة: 226]، ومعنى ﴿يُؤۡلُونَ [البقرة: 226] يعني: يحلفون.

ثم قال جل وعلا: «فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ» الله جل وعلا يغفر الذنوب، يوفِّق العبد للتوبة ولو قبل الموت بلحظات، ثم يتوب الله عليه ويدخله الجنَّة، قد يكون الإنسان كافرًا عدوًّا لله، ثم يمنُّ الله عليه بالتوبة والإسلام، ويموت في لحظته ويدخُل الجنَّة، وقد يكون الإنسان على عمل صالح


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2612).

([2])أخرجه: مسلم رقم (2622).