قبره مثل ما كانوا يأتونه وهو حيٌّ ويطلبون منه
الدعاء، وإنَّما عدلوا إلى العبَّاس عمِّه لأنَّه حيٌّ موجود بينهم.
المسألة الثانية: في الحديث دليل على
إنكار المنكَر، فإنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم أنكر على هذا الأعرابي ولم يسكُت
عنه.
المسألة الثالثة: في الحديث دليل على
تحريم الاستشفاع بالله على أحدٍ من خلقه، وأنَّ هذا يُخِلُّ بالعقيدة وينقِّص
التَّوحيد، وفيه إساءةُ أدبٍ مع الله سبحانه وتعالى وهذا الذي عقد المصنِّف هذا
الباب من أجله.
المسألة الرابعة: في الحديث دليل على
أنَّ طلب الدعاء والاستشفاع بالحيِّ جائز؛ لأنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم لم
يُنكر على هذا الأعرابي قوله: «وَنَسْتَشْفِعُ بِكَ عَلَى اللَّهِ»،
وإنَّما أنكر عليه الجملة التي قبلَها: «إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِاللَّهِ
عَلَيْكَ بِكَ عَلَى اللَّهِ»، أمَّا الاستشفاع بطلب الدعاء من الحي الحاضر
فلا بأس بذلك، وهذا فعل الصَّحابة مع الرَّسول صلى الله عليه وسلم ومع غيرِه إذا
احتاجوا إلى ذلك.
المسألة الخامسة: فيه مشروعيَّة
تعليم الجاهل، فإنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم علَّم هذا الجاهل بعدما أنكر
عليه، علمه الخطأ الذي حصل منه من أجل أن يتجنَّبه.
المسألة السادسة: فيه مشروعية
التسبيح والتكبير عند حصول أمرٍ منكر أو أمرٍ عجيب.
***
الصفحة 5 / 482