×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وأمَّا مدحُه صلى الله عليه وسلم بما وصفه الله به بأنَّه عبدٌ ورسول، وأنَّه أفضل الخلْق، فهذا لا بأس به، كما جاء في أشعار الصَّحابة الذين مدحوه، كشعر حسَّان بن ثابت، وكعب بن زُهير، وكذلك كعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، هذه أشعار نزيهة طيِّبة، قد سمعها النَّبي صلى الله عليه وسلم وأقرَّها، لأنَّها ليس فيها شيءٌ مِن الغلو، وإنَّما فيها ذكر أوصافِه صلى الله عليه وسلم.

الفائدة الثانية: في الحديث النَّهي عن وصف الرَّسول صلى الله عليه وسلم بالسيِّد، وهذا فيه إشكال عند أهل العلم: حيث إنَّه أنكر على من قال له: «أَنْتَ سَيِّدُنَا»، وقال: «السَّيِّدُ اللَّهُ».

بينما جاءت أحاديث أخرى فيها إطلاق السيِّد عليه صلى الله عليه وسلم وعلى غيره، فقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ» ([1])، وقال في الحسن بن علي رضي الله عنهما: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَسَيُصْلِحُ اللهُ عز وجل بِهِ بَيْنَ طَائِفَتَيْنِ عَظِيمَتَينِ» ([2])، وقال: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» ([3])، ولما جيء بسعد بن معاذ رضي الله عنه عام الخندق، قال صلى الله عليه وسلم للأنصار: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ» ([4]).

فالعلماء اختلفوا في الجواب على ثلاثة أقوال:

القول الأوَّل: تحريم إطلاق لفظ «السَّيِّد» على المخلوق، فلا يقال


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2278).

([2])أخرجه: البخاري رقم (2557).

([3])أخرجه: الترمذي رقم (3768)، وابن ماجه رقم (118)، وأحمد رقم (10999).

([4])أخرجه: البخاري رقم (2878)، ومسلم رقم (1768).