×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 السيِّد إلاَّ في حقِّ الله سبحانه وتعالى كما جاء في هذين الحديثين: «السَّيِّدُ اللَّهُ» وهذا مرويٌّ عن الإمام مالك رحمه الله.

وأجابوا عن الأحاديث المخالفة بأنها أحاديثُ متقدِّمة، وحديث: «السَّيِّدُ اللَّهُ» متأخر لأنَّه كان في عام الوفُود في السنة التاسعة، فيكون ناسخًا للأحاديث التي تدلُّ على جواز إطلاق لفظ «السيِّد» على المخلوق.

القول الثَّاني: جواز إطلاق السيِّد على المخلوق عملاً بالأحاديث التي فيها ذلك: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ»، «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ»، «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ»، فيجوز إطلاق لفظ السيد على المخلوق كما في هذه الأحاديث وهذان الحديثان: «السَّيِّدُ اللَّهُ»، «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ»؟

وأجابوا عن حديث المنع بأنَّه محمولٌ على كراهة التنزيه، فيكون النَّهي للتنزيه.

والقول الثالث: الجواز مطلقًا بلا كراهة، إلاَّ إذا خيف مِن الغلوِّ، فإنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم خاف عليهم من الغلوِّ، كما في الحديثين المذكورين، فإذا خيف على الإنسان مِنَ الغلوِّ يُنهَى عن ذلك، أمَّا إذا لم يُخَفْ عليه من الغلوِّ فلا بأس عملاً بالأحاديث الكثيرة التي جاء فيها إطلاق السيد على المخلوق.

وهناك قولٌ رابع ألمح إليه الشارح، وهو: أنَّه لا يجوز إطلاق السيِّد على الشخص في حضورِه ومواجهته، ويجوز إطلاقُه عليه وهو غائب؛ لأنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم إنَّما استنكر هذا لَمَّا واجهوه به صلى الله عليه وسلم، فيُمنع مواجهة


الشرح