باب ما جاء في قول الله تعالى: ﴿وَمَا
قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ
ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾ [الزُّمَر:
67] الآية.
****
هذا الباب ختم به
المؤلِّف رحمه الله أبواب «كتاب التَّوحيد»؛ لأنَّه يشتمل على الأسماء والصِّفات؛
لأنَّ «كتاب التَّوحيد» كلُّه يدور على توحيد الأُلوهيَّة، ومكملاته ومنقصاته ومناقضاته،
وفي هذا الباب ذكرُ الأسماء والصِّفات مِن أجلِ أَنْ يتكامل هذا الكتاب فيحتوي على
جميع أنواع التَّوحيد؛ لأنَّ توحيدَ الألوهيَّة يتضمَّن توحيد الربوبيَّة، ومن
جملة توحيد الربوبيَّة: الإيمان بالأسماء والصِّفات، ولكن فُصلت الأسماء والصِّفات
بقسمٍ خاصٍّ لوُجود المخالِفين فيها مِن هذه الأمة مِن فرق الجهميَّة والمعتزلة
والأشاعرة ومَن أخذ بمذهبهم، وقد أنكر عليهم الأئمَّة مذهبهم هذا إنكارًا شديدًا،
وألَّفوا في ذلك المؤلَّفات والرُّدود الكثيرة؛ لأنَّ هذا تعطيلٌ لأسماء الله
وصفاته، وإلحادٌ في أسماء الله وصفاته، والله تعالى يقول: ﴿وَلِلَّهِ
ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ
فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180].
فالله أثبت لنفسه الأسماء وأثبت له الصِّفات، أثبت له السمع، والبصر، والقُدرة، والحياة، والعلم، والوجه، واليدين، وأثبت له سبحانه وتعالى صفات الكمال، فمن نفى ذلك عن الله فقد ألحد في أسماء الله، فهو من الذين قال الله - تعالى - فيهم: ﴿وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ﴾ [الأعراف: 180] أي: اتُركوهم ولا تلتفتوا إلى قولهم؛ لأنَّه مخالف لكتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
الصفحة 1 / 482