وفي قوله: ﴿وَذَرُواْ
ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ﴾ [الأعراف: 180] تهديدٌ من الله
سبحانه وتعالى لِمَنْ خالف في أسماء الله وصفاته بأنَّه سيعذِّبُه.
ولذلكِّ عقد المصنف
رحمه الله هذا الباب في آخر «كتاب التَّوحيد» من أجل تكامل الكلام على التَّوحيد.
قوله رحمه الله:
«باب ما جاء» يعني: ما ورد عن النَّبي صلى الله عليه وسلم وعن السَّلف الصالح في تفسير
هذه الآية: ﴿وَمَا
قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ
ٱلۡقِيَٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ
وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [الزمر: 67] وهذه آية عظيمة فيها عبر وعِظات، وأنَّ هذا الكون
بسمائه وأرضه وجباله وشجره ومائه وثرائه وجميع الخلْق، يجمعهم الله سبحانه وتعالى
يوم القيامة على أصابعه وفي كفَّيْه سبحانه وتعالى فهذا يدلُّ على عظمةِ الله
سبحانه وتعالى وصغر هذه المخلوقات الهائلة بالنسبة إليه سبحانه وتعالى ويدلُّ على
عظمته وكبريائه وجَبَروته سبحانه؛ ولهذا قال جل وعلا: ﴿وَمَا
قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ﴾، هذا نفي، ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ
حَقَّ قَدۡرِهِۦ﴾ أي: ما عظَّموه حقَّ تعظيمِه.
﴿وَٱلۡأَرۡضُ
جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾ هذا بيان لعظمته
سبحانه وتعالى.
﴿وَٱلسَّمَٰوَٰتُ
مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ﴾ مَن كان يقدر على هذه الأمور فإنَّه لا أعظم منه سبحانه
وتعالى كلُّ الكون - بمن فيه - كلُّه حقير وصغير بالنَّسبة إلى خالقه سبحانه
وتعالى.
قوله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ﴾ هذا يشمل كلَّ مَن تنقَّص الله - تعالى - فإنَّه ما قدَره حقَّ قدره، فيدخل في ذلك الجاحدون المعطِّلون الذين ينفون وُجود الله تعالى، وهم الدهرية الذين يقولون: