×
المِنحَةُ الرَّبانيَّةُ في شَرحِ الأربَعينَ النَّوَويَّةِ

 رئاستِهِمْ، أَوْ حَسدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ تَكَبُّرًا، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الأَغْراضِ السَّيِئةِ. ثُمَّ إذا شَهدَ أَنَّه رسولُ اللهِ حقًّا فَلا بُدَّ أَنْ يَتَّبعَه، فَإِنْ شَهِدَ أَنَّهُ رَسولُ اللهِ حقًّا ظَاهرًا وباطنًا لكنَّهُ لمْ يتَّبِعْهُ، لَمْ تَصِحَّ شَهَادتُه أَنَّه رسولُ اللهِ، قال تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ [القصص: 50]، فَإِذَا لَمْ يُطِعْهُ فِي شَيْءٍ فَهَذَا كَافِرٌ، وَإِنْ أَطَاعهُ في أَشْياءَ ولمْ يُطِعْهُ في بَعضِ الأَشْياءِ فهذا شَهَادَتُهُ نَاقِصَةٌ، عِنْدَهُ نَقْصٌ بِحَسَبِ ما تَركَ، فلا بُدَّ مِنْ طاعتِه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء: 59]، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ [الأنفال: 20]، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ [محمد: 33]، ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا [النساء: 80]، ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [آل عمران: 132]، ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا [النور: 54]، فَتَارَةً يَذْكرُ طاعته مع طاعةِ اللهِ، وتارَةً يذْكرُ طاعتهُ وحْدها، فلا بُدَّ مِنْ طَاعَتِهِ صلى الله عليه وسلم واتِّبَاعِهِ، ولا بُدَّ أَيْضًا مِنَ الاقْتِصارِ على ما جاءَ به وعَدم الزِّيادةِ عَمَّا جاءَ بِه، فلا يَأْتِي بِأَشْياءَ مِنَ العِباداتِ لَمْ يُشَرِّعْهَا الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتُ الأُْمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم(42)، وأحمد رقم (17144).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1718).