×
المِنحَةُ الرَّبانيَّةُ في شَرحِ الأربَعينَ النَّوَويَّةِ

الرُّكن الأَوَّلُ: الإِيمَانُ بِاللهِ جل وعلا بِأَنْ تُؤْمِنَ بِأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّهُ هُوَ المسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ دُونَ غَيْرِهِ، وَتُؤْمِنَ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ سبحانه وتعالى، فَالإِيْمَانُ بِاللهِ يَشْمَلُ أَنْوَاعَ التَّوْحِيدِ الثَّلاَثَةَ:

** تَوْحِيدُ الربوبية.

** وتَوْحِيدُ الأُلُوهِيَّةِ.

** وَتَوْحِيدُ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ.

فَلاَ يَكُونُ الإِنْسَانُ مُؤْمِنًا إلاَّ بِتَحْقِيقِ هَذِهِ الثَّلاَثَةِ، وَلَيْسَ الإِيمَانُ بِاللهِ - كَمَا يَقُولُ بَعْضُهُمْ أَوْ كَثِيرٌ مِمَّنْ لاَ عِلْمَ عِنْدَهُ -: الإِيمَانُ بِاللهِ هُوَ الإِيمَانُ بِوُجُودِ اللهِ. فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ هُوَ الإِيمَانَ بِاللهِ، فَلاَ يَكْفِي الإِيمَانْ بِوُجُودِ اللهِ عز وجل، وَإِنَّمَا الإِيمَانُ بِاللهِ يَشْمَلُ الإِيمَانَ بِرُبُوبِيَّتِهِ، وَالإِيمَانَ بِأُلوهِيَّتِهِ، وَالإِيمَانَ بَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَإِنْ نَقُصَ شَيْءٌ مِنْهَا لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا بِاللهِ.

فَالإِيمَانُ بِرُبُوبِيَّتِهِ: أَنْ تُؤْمِنَ بِأَنَّهُ هُوَ المنْفَرِدُ بِالخَلْقِ وَالتَّدْبِيرِ وَالإِحْيَاءِ وَالإِمَاتَةِ، وَالتَّصَرُّفِ فِي الكَوْن لاَ شريكَ لَهُ فِي ذَلِكَ، هَذَا تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ، وَهَذَا قَلَّ مَنْ يَجْحَدُهُ مِنَ الخَلْقِ، فَإِنَّ كُلَّ الخَلْقِ مُؤْمِنَهُمْ وَكَافِرَهُمْ يُقِرُّ بِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ، كَمَا قَالَ اللهُ جل وعلا: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [لقمان: 25]، وقال تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [الزخرف: 87]، وقال تعالى: ﴿قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ [المؤمنون: 84- 85]، وقال: ﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ *سَيَقُولُونَ لِلَّهُ


الشرح