شُروقِ الشَّمس، أو قُبَيل الظُّهر، وبعضُهم
يجمعُ أوقاتَ النَّهارِ في اللَّيل ويُصلِّيها كلَّها في وقتٍ واحد، ويقول: الذي
يَقبلُها مُتفرِّقةً يَقبلُها مجتمعةً. هذا باطِلٌ والعياذُ بالله، هذا مُستهزِئٌ
وساخرٌ باللهِ عز وجل.
قال: «وَإِيتَاءُ
الزَّكَاةِ» الزَّكاةُ قرينةُ الصَّلاة، وهي حقٌّ واجِبٌ في أموالِ الأغنياءِ
للفقراء، قال تعالى: ﴿وَفِي
أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾ [الذاريات: 19]، فهي فَرْض،
وليسَتْ تبرُّعًا، وإنَّما هي فَرْضٌ ورُكنٌ من أركانِ الإسلام، وهي قرينةُ
الصَّلاة، فالذي يُصلِّي ولا يُزكِّي قد ترَك ركنًا من أركانِ الإسلام، فإنْ كان
جاحِدًا لوُجوبِ الزَّكاة فهو كافِر، وإن كان مُعترِفًا بوُجوبِها، لكن منَعها
بُخلاً، فهذا يأخذُها وَلِيُّ الأمرِ منه قَهرًا؛ لأنَّها حقٌّ عليه، فيأخُذُها
منه كما يأخُذُ الدُّيونَ الَّتي للنَّاسِ في ذِمَّتِه إذا أبى أن يُسدِّدَها،
فإذا كان للقاضي أنْ يأخُذَ من مالِه ويُسدِّدَ دُيونَه من غيرِ إذنِه ومن غيرِ
رِضاه، فالزَّكاةُ من بابِ أَوْلى؛ لأنَّها حقٌّ للهِ عز وجل؛ ولذلك قاتَلَ أبو
بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه الَّذين منعوا الزَّكاة؛ لأنَّهم منعوا حقًّا واجِبًا
عليهم لغَيرِهم. فالزَّكاةُ إذًا شَأنُها عَظيم.
قال: «وَصَوْمِ رَمَضَانَ» وهو الرُّكنُ الرَّابعُ من أركانِ الإسلام، فمَن كان يَستطيعُ الصِّيامُ أداءً فإنَّه يجِبُ عليه، ومَن كان له عُذْرٌ شَرعيٌّ فإنَّه يُفطِر ويَقضِي؛ لقولِه تعالى: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185]، والذي له عُذْر؛ كالمريضِ الذي لا يستطيعُ الصَّوم، أو المُسافرِ مسافةَ قَصْر؛ فإنَّه يُفطِرُ من رمضانَ بقَدْرِ الحاجةِ ثمَّ يقضِي من أيامٍ أُخَر؛ لقوله: ﴿وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ