والخيرُ فإنَّه
يُظهِرُ الإيمانَ ليعيشَ مع المسلمين، هذا شأنُ المنافق: خائنٌ مع الله، وخائنٌ مع
النَّاس، قال تعالى: ﴿يُخَادِعُونَ
اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا
يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 9].
قال: «وَلِكِتَابِهِ»
النَّصيحةُ لكتابِ الله - وهو القرآنُ - أنْ تُؤمنَ به وتعتقدَ أنَّه كلامُ اللهِ
وأنَّه مُنزَّل غيرُ مخلوق، وأنَّه كلامُ اللهِ حقيقةً، أنزَله على رسولِه صلى
الله عليه وسلم، ثمَّ تُكثِرُ من تلاوتِه، وتتدبَّره، وتتأمَّل معانيه، وتَطلُب
تفسيرَه، ثمَّ تعملُ به، وتُخلِصُ العملَ للهِ عز وجل، هذه النَّصيحةُ لكتابِ
اللهِ عز وجل:
أوّلاً: أنْ تعتقدَ أنَّه
كلامُ اللهِ حقيقةً.
ثانيًا: أنْ تتعلَّمَه.
ثالثًا: أنْ تُكثِرَ من
تلاوتِه.
رابعًا: أنْ تتدبَّرَه،
فلا يكفي أن تقرأَه دونَ معرفةِ معانيه وتفسيرِه.
خامسًا: أنْ تعملَ به.
ذلك لأنَّ العلمَ من
غيرِ عملٍ لا يُفيدُك شيئًا، ولو كنتَ من أكثرِ النَّاسِ حِفظًا للقُرآن، وأكثرِ
النَّاسِ تلاوةً للقُرآن، مادام أنَّك لا تعمَلُ به، فلسْتَ ناصحًا لكتابِ اللهِ
عز وجل، بل تكون غَاشًّا لكتابِ اللهِ عز وجل.
قال: «وَلِرَسُولِهِ» كذلك تَنصَحُ للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم بأنْ تشهدَ أنَّه رسولُ اللهِ شهادةَ الحقِّ واليَقين، ظاهِرًا وباطنًا، ثمَّ تُطيعُه وتعمَلُ بما جاءَ به، وتُحِبُّه أكثرَ ممَّا تُحبُّ نفسَك وولدَك ووالديك والنَّاسَ أجمعين([1])،
([1]) كما جاء في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (15)، ومسلم رقم (144).