الصَّلاَةِ»([1]) فالذي لا يُصلِّي
وإن كان يشهدُ أن لاَ إلهَ إلاَّ الله وأنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ ليسَ بمُسلمٍ
حتَّى يُصلِّي.
قال: «وَيُؤْتُوا
الزَّكَاةَ»؛ لأنَّ الزَّكاةَ قرينةُ الصَّلاةِ في كتابِ الله عز وجل، فلا
تُذكَرُ الصَّلاةُ غالبًا إلاَّ وتُذكَر معها الزَّكاة، والصَّلاةُ عبادةٌ
بدنيَّة، والزَّكاة عبادةٌ ماليَّة، قال تعالى: ﴿وَفِي
أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾ [الذاريات: 19]، فهي حقٌّ واجِبٌ
في مالِ المسلمِ للسَّائل والمَحْروم، وليسَتْ تطوُّعًا أو تبرُّعًا، وهي ركنٌ من
أركانِ الإسلام.
قوله: «حَتَّى
يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ،
وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ» مع بقيَّةِ أركانِ الإسلامِ
وأداءِ الواجباتِ وتركِ المُحرَّمَات، ولكنَّ هذه الثَّلاث هي الأسَاسات،
فالشَّهادتان أساسُ التَّوحيد، والصَّلاةُ أساسُ الأعمالِ البدنيَّة، والزَّكاةُ
أساسُ الأعمالِ الماليَّة.
قال: «فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ» دلَّ على أنَّ الجهادَ في الإسلامِ هو لهذا الغَرَض، لأجْلِ أنْ يكونَ الدِّينُ كلُّه لله، وتُقامُ الصَّلاة، وتُؤتَى الزَّكاة، قال تعالى: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾ [التوبة: 5]، وقال في الآيةِ الأخرى: قال تعالى: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾ [التوبة: 11]، فإذَا فَعَلُوا ذلك حرَّم اللهُ دماءَهم، ولا يجوزُ قِتالُهم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (82).