يستتاب، فإن تاب وإلاّ وجب قتله؛ لأنَّه اعترفَ
أنَّ الإسلامَ حقٌّ، ودخَلَ في الإسلامِ وشهِد أنَّه حقٌّ، ثمَّ ترَكَه بعد المَعرِفة،
وبعدَ أنْ شهِد أنَّه حقٌّ، فلا يتَلاعَب بالدِّين.
والإسلامُ جاء
بحِفظِ الضَّروراتِ الخَمْس، وأوَّلها: حِفظُ الدِّينِ بألاَّ يصيرَ ملعبةً
للمُرتدِّين، بل يُحمَى، فإذا امتنعوا عن حقٍّ من حُقُوقِ الإسلامِ فإنَّهم
يُقاتَلُون، وتَحِلُّ دِماؤُهم حتَّى يَتوبوا؛ ولذلك قَاتَل أبو بكرٍ الصِّديق رضي
الله عنه فِئتينِ من النَّاس:
الأولى: المُرتدُّون،
والذين ادَّعُوا النُّبوَّة؛ كمُسَيْلمة،([1])والأسودِ العَنْسِيّ([2]).
الثَّانيَّة: الذين منعوا الزَّكاة، قاتَلَهم حتَّى أدُّوا الزَّكاة، واستَدلَّ بهذا الحديثِ، لمَّا قال له الصَّحابة: لماذا نُقاتِلُهم وهم يَشهدون أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ ويُصلُّون؟ قال رضي الله عنه: «إِنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
([1]) هو مسيلمة بن ثمامة بن كبير الحنفي، لقب برحمن اليمامة فدمغه الله بالكذب فلا يقال: مسيلمة، إلا ومعها الكذاب، ادعى النبوة وارتد عن الإسلام، ثم قتله وحشي قاتل حمزة بحربته، رماه بها فخرجت من الجانب الآخر وذلك في حرب المرتدين في عهد أبي بكر رضي الله عنه. انظر: فتوح البلدان (ص97)، والكامل في التاريخ (2/ 167)، والبداية والنهاية (6/ 364).