ذِرَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ
هَرْوَلاً»([1])، بمعنى: أنَّ اللهَ
سُبحانه، يُبادِرُ بالإثابَةِ لمَن أطاعَهُ، فحِفْظُ اللهِ جل وعلا له
فائِدتانِ:
الأُولى: أنَّ اللهَ
يَحفَظُك.
الثَّانيةُ: أنَّك تجِدُ اللهَ
قريبًا مِنك.
ثمَّ قالَ صلى الله
عليه وسلم: «إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ» إذا طلَبْتَ شَيئًا فاطْلُبْهُ
من الكريمِ المنَّانِ سبحانه الَّذي عندَهُ خزائِنُ السَّمواتِ والأرضِ، ولا
تَسألِ النَّاسَ، وسؤالُ غيرِ اللهِ على نَوعَيْنِ:
الأوَّلُ: سُؤالٌ فيما لا
يَقدِرُ عليه إلاَّ اللهُ، فهذا شِرْكٌ أكبرُ، كالَّذين يَدعون الأمواتَ
ويَستَنجِدون بالمَوْتَى، ويَستَغيثُون بهم، ويَطلُبون مِنهم الحوائِجَ، فيأتِي
أحَدُهم عندَ القَبرِ، ويقولُ: يا فلانُ أغِثْنِي، ويا فلانُ كذا وكذا، يا وليَّ
اللهِ أعْطِني كذا، وهذا شِرْكٌ أكبرُ.
الثَّاني: سُؤالُ النَّاسِ فيما يَقدِرون عليه، وهذا جائِزٌ، فيجوزُ لكَ أن تَسألَ إذا احتَجْتَ، لكنَّ الأَوْلَى بالعَبدِ أن يَتعفَّفَ عن سُؤالِ النَّاسِ؛ لأَنّ في السُّؤالِ مذلَّةً، ونَقْصًا في التَّوحيدِ، فاسأَلِ اللهَ جل وعلا الغنيَّ الكريمَ، فهو سُبحانه يَنزِلُ إلى سماءِ الدُّنيا كلَّ ليلةٍ حينَ يَبقَى ثُلثُ اللَّيلِ الآخرِ، فيقولُ: «مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟»([2])، و قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].