عليها، وما كانَ عليه منَ الاعتِقادِ والعَملِ
والهَديِ والأخلاقِ، وأمَّا مَن أرادَ بالسُّنَّةِ الأحاديثَ النَّبويَّةَ، نقولُ
له: الأحاديثُ بعضُ سُنَّةِ الرَّسولِ وسُنَّتُه صلى الله عليه وسلم أعمُّ،
فقولُه: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي» أي: عَلَيكُم بطَريقَتِي التي أنا
عَلَيها؛ لأنَّه هو القُدْوةُ صلى الله عليه وسلم؛ لقولِه تَعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي
رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: 21].
قال: «وَسُنَّةِ
الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي» وهم الخُلَفاءُ
الأربعةُ: أبو بكْرٍ، وعمرُ وعُثمانُ، وعليٌّ رضي الله عنه، هؤلاءِ هم الخُلفاءُ
الرَّاشدونَ، فما كانوا عليه وما عَمِلُوا به فإنَّه مِن سُنَّةِ الرَّسولِ صلى
الله عليه وسلم، فهمُ المَرجعُ بعدَ الكِتابِ وبعدَ سُنَّةِ الرَّسولِ صلى الله
عليه وسلم، فينظُرُ فيما كان عليهِ الخُلفاءُ الرَّاشدونَ ويُؤخَذُ به.
قال: «وَسُنَّةِ
الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ» هذه صِفاتُهم رضي الله عنهم:
الأُولى: «الْخُلَفَاءِ»
أنّهم خُلفاءُ للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، اختارَهمُ اللهُ لخلافَةِ نبيِّه صلى
الله عليه وسلم، وقيادةِ الأمَّةِ بعدَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم.
الثَّانيةُ: «الرَّاشِدِينَ»
منَ الرُّشْدِ وهو ضدُّ الغَيِّ، فهم راشِدُون رضي الله عنهم بخلافِ أهلِ الغَيِّ
والضَّلالِ.
الثَّالثةُ: «الْمَهْدِيِّينَ»
جمعُ مَهديٍّ: وهوَ مَن هَداهُ اللهُ إلى الحقّ والصَّوابِ؛ لأنَّ اللهَ هداهُم،
وهذه شهادةٌ لهم أنَّهم على هُدًى رضي الله عنهم.
ثمَّ أكَّدَ ذلك فقالَ: «تَمَسَّكُوا بِهَا» هذا تأكيدٌ لقوْلِه: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي»، فعندَ الاختِلافِ تقعُ الأمَّةَ في خَطرٍ عظيمٍ، ولا يُنَجِّيها إلاَّ أنْ تتَمسَّكَ بسُنَّةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، فالإنسانُ إذا كان في مَهْلكةٍ أو في غرَقٍ ولجَّةٍ