ثمَّ قال: «أَلاَ
أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟» زيادةً على أركانِ الإسلامِ؛ لأنَّ
الدِّينَ ليس مَحصُورًا في أركانِ الإسلامِ، ولكنْ هذه هي الأساساتُ، وهناكَ
أعمالٌ كثيرةٌ تَتْبعُ هذه الأركانَ وتُكمِّلُها، وهي جميعُ أنواعِ الطَّاعاتِ من
فرائضَ ونوافلَ، وواجباتٍ ومُستحبَّاتٍ.
قولُه: «الصَّوْمُ
جُنَّةٌ» يعني: سُترةً بينَ العَبدِ وبينَ النَّارِ، والصَّومُ فريضةٌ مثلُ
صيامِ رمضانَ، ونافلةٌ مثلُ صيامِ الأيَّامِ الَّتي جاء الدَّليلُ بصِيامِها؛
كالسِّتِّ من شوَّالٍ، والإثنَيْنِ والخميسِ، وثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شَهرٍ،
وعَشرِ ذي الحِجَّةِ، ويومِ عرفةَ، ويومِ عاشوراءَ ويومٍ قبلَه أو بعدَه، فهذه
كلُّها صومٌ نافلةٌ.
قولُه: «وَالصَّدَقَةُ
تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ» الصَّدقةُ أيضًا على
قِسْمَيْنِ:
فريضةٌ وهيَ
الزَّكاةُ.
وتطوّعٌ وهيَ
التَّبرُّعاتُ في وُجوهِ الخيرِ.
الصَّدقةُ تُطفئُ
الخَطيئةَ، كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ، فإذا أردْتَ أن تُطفِئَ سيِّئاتِك فإنَّك
تَتصدَّقُ على المُحتاجين.
قولُه: «وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيلِ»، قَالَ ثُمَّ تَلاَ ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ [السجدة: 16] حتَّى بَلغَ ﴿يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 17] الصَّلاةُ منها فريضَةٌ ومنها نافلَةٌ، وأفضَلُ النَّوافلِ صلاةُ الرَّجلِ في جَوفِ اللَّيلِ، يعني: وسَطَ اللَّيلِ؛ لأنَّه وَقْتُ نَومِ النَّاسِ، ووَقْتُ هُدوءٍ، ويكونُ بعدَ نَومٍ وراحةٍ فيكونُ الإنسانُ حاضرَ القَلبِ، ويكونُ الإنسانُ قد أخَذَ حظَّهُ