×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

وقيل: إنه يخاطب الخليل عليه السلام، لما قال له الله جل وعلا: ﴿وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ [الحج: 27] ثم نادى الخليل عليه السلام فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجِّ فَحُجُّوا»([1]).

فكل مَن جاء يلبي إلى أن تقوم الساعة، فهو إجابة لهذا النداء.

ولهذا الأذانُ الذي أَذَّن به الخليل عليه السلام بأمر الله: ﴿وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ، هذه هي الإجابة. فكل مَن جاء وأحرم، فقد أجاب هذا النداء إلى أن تقوم الساعة.

وفي رواية أن إبراهيم عليه السلام قال لربه: «رَبِّ، وَمَا يَبْلُغُ صَوْتِي؟! قَالَ: أَذِّنْ وَعَلَيَّ الْبَلاَغُ»([2])، فبَلَغ هذا الصوتُ جميع أرجاء الأرض، حتى مَن في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى أن تقوم الساعة، كلهم يلبون هذا النداء: لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك.

فالتلبية هي شعار المُحْرِم، يرددها ويرفع بها صوته إلى أن يَشْرَع في الطواف، من حين ينوي الإحرام إلى أن يَشْرَع في الطواف، ثم إذا شَرَع في الطواف - في طواف العمرة - قَطَع التلبية.

وفيه: أنه لا بأس أن يَزيد الملبي من الأذكار ما شاء.


الشرح

([1]) أخرجه: مسلم رقم (1337).

([2]) أخرجه: الحاكم رقم (3464)، والبيهقي في «الكبرى» رقم (9833).