×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ».

وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَزِيدُ فِيهَا: «لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ، لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ»([1]).

*****

الإحرام: هو نية الدخول في النُّسُك، فإذا نوى الدخول في النُّسُك فقد أحرم.

والتلبية سُنة، ليست شرطًا ولا واجبًا، وإنما هي سُنة، وهي شعار المُحْرِم.

فإذا نوى الدخول في النُّسُك يلبي ويقول: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ». ويكرر ذلك.

والرجل يرفع صوته بالتلبية. والمرأة تلبي بقدر ما تُسْمِع نفسها، ولا ترفع صوتها.

والتلبية: معناها الإجابة، تقول: «لَبَّيْكَ»، إذا أجاب.

فقوله: «لبيك» تثنية «لَبَّيْكَ» أي: لَبَّيْك إجابة بعد إجابة. تكرير للإجابة.

ومَن الذي يُخاطَب بـ«لبيك لبيك» ؟

يخاطب الله جل وعلا، أي: أنا جئت مجيبًا لدعوتك حاجًّا، لبيتك.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (1549)، و مسلم رقم (1184).