﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذٗى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖۚ﴾ [البقرة: 196] هذا في القرآن.
يعني: ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذٗى مِّن رَّأۡسِهِۦ﴾ [البقرة: 196]. فيه تقدير في الآية: «فحَلَق» ﴿فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖۚ﴾ [البقرة: 196]. والنُّسُك: هو الذبيحة.
وسبب نزول الآية،
كما في هذا الحديث: أن كعب بن عُجْرَة رضي الله عنه كان مُحْرِمًا مع النبي
صلى الله عليه وسلم، فأصابه القمل في رأسه، القمل معروف يؤذي، أصابه القمل في رأسه
وهو مُحْرِم، ومَرِض بسبب ذلك، فحُمِل إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر
من على رأسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا كُنْتُ أُرَى»؛ يعني:
أَظن، «أُرَى» بضم الهمزة يعني: أَظن. «الْجَهْدَ»؛ يعني: المرض، «بَلَغَ
بِكَ مَا أَرَى» بالفتح. «أُرَى» الأولى بالضم؛ يعني: أظن، والثانية: «أَرى»
بفتح الهمزة؛ يعني: أُبْصِر، «مَا كُنْتُ أُرَى الْجَهْدَ بَلَغَ بِكَ مَا
أَرَى».
ثم قال صلى الله
عليه وسلم له ما نزلت به الآية: «أَنْ يُطْعِمَ فَرَقًا بَيْنَ سِتَّةٍ،
أَوْ يُهْدِيَ شَاةً، أَوْ يَصُومَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ» على التخيير.
فدية الأذى على التخيير، وليست على الترتيب، فـ«أو» في الآية للتخيير ﴿فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖۚ﴾ [البقرة: 196]. الآية بدأت بالأسهل، فالأسهل: فدية من صيام، أو صدقة، أو نسك، على التخيير.