عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: «لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ
وَنِيَّةٌ. وَإِذَا اُسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا».
وَقَالَ يَوْمَ
فَتْحِ مَكَّةَ: «إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللهُ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقِتَالُ فِيهِ لأَِحَدٍ قَبْلِي، وَلَمْ يَحِلَّ لِي
إلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ، لاَ يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلاَ يَلْتَقِطُ
لُقْطَتَهُ إلاَّ مَنْ عَرَّفَهَا، وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهُ». فَقَالَ
الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إلاَّ الإِذْخِرَ؛ فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ
وَبُيُوتِهِمْ. فَقَالَ: «إِلاَّ الإِذْخِرَ»([1]).
القَيْنُ:
الحَدَّادُ.
*****
هذا كالحديث الذي قبله، وهو في حرمة مكة المشرفة
وما يَحْرُم فيها.
«قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ»، وهذا في السنة الثامنة من الهجرة في رمضان، أَذِن الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يغزو قريشًا في مكة، الذين أخرجوه منها، وضايقوا المسلمين فيها حتى اضطروهم إلى الهجرة. الله جل وعلا أَذِن لنبيه في هذه السَّنة أن يغزو قريشًا، وفَتَح الله عليه مكة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1834)، ومسلم رقم (1353).