وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ﴾ [البقرة: 115]، ﴿وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ
ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ﴾ [البقرة: 150].
فالصلاة والاعتكاف
يُشْرَعان في أي مكان من الأرض، أما الطواف فلا يجوز إلاَّ بالبيت العتيق. لا يجوز
الطواف بالقبور والأضرحة والأشجار والأحجار، هذا من أفعال الجاهلية.
وكذلك في قول عمر رضي الله عنه:
إشارة إلى أنه لا تُقَبَّل الأحجار، إلاَّ ما قَبَّله النبي صلى الله عليه وسلم.
وإلا فأي حجر في
الأرض لا يُقَبَّل، فلا تُقَبَّل الأحجار، ولا الأضرحة، ولا القبور ولا الشبابيك
التي على القبور، أو الحجرة النبوية... أو غير ذلك، هذا لا يُشْرَع؛ بل هو من
البدع ومن الشركيات.
فلا يُقَبَّل إلاَّ
الحجر الأسود على وجه الأرض، لا يُقَبَّل إلاَّ الحجر الأسود؛ لأنه هو الذي
قَبَّله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يُقَبِّل غيره على وجه الأرض.
فهذا هو السر في قول
عمر، فكلمة عمر هذه عظيمة جدًّا، وهي من فقهه رضي الله عنه، وهو الرجل المُحَدَّث،
الرجل الذي له موافقات مع ربه عز وجل، قال أقوالاً فنزل القرآن بتصديقها موافقًا
لقول عمر رضي الله عنه.
فعمر رضي الله عنه له من الفطنة والفقه والحِذْق ما ليس لغيره رضي الله عنه؛ ولذلك قال هذه الكلمة العظيمة، التي تعطينا صفاء العقيدة، صيانة العقيدة، وأن الأمر اتباع وليس ابتداعًا، ولا تعلق بالأحجار والأشجار، وإنما هو تعلق بالله عز وجل، وعبادة لله عز وجل، هذا هو المطلوب.