عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم وَأَصْحَابُهُ مَكَّةَ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ
قَوْمٌ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ!! فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْوَاطَ الثَّلاَثَةَ، وَأَنْ يَمْشُوا مَا بَيْنَ
الرُّكْنَيْنِ، وَلَمْ يَمْنَعْهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْوَاطَ كُلَّهَا إلاَّ الإِبْقَاءُ
عَلَيْهِمْ»([1]).
*****
«إِنِّي لَأَعْلَمُ
أَنَّكَ حَجَرٌ، لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ»، هذا يَرُد على الجاهلية
ومَن شابهها من عُبَّاد الأضرحة، لا تنفع ولا تضر، النفع والضر بيد الله سبحانه
وتعالى !!
«وَلَوْلاَ أَنِّي
رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ، مَا قَبَّلْتُكَ»،
فهو لا يُقَبَّل لأنه حجر، وإنما يُقَبَّل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قَبَّله.
فما لم يُقَبِّله
الرسول صلى الله عليه وسلم وما لم يستلمه الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يجوز
لنا أن نُحْدِث أشياء نتبرك بها، ونتمسح بها، ونُقَبِّلها، ونقول: «هذه
فيها بركة»، «هذه آثار الصالحين». هذه وثنيات - والعياذ بالله -.
فالدين اتباع، وليس
ابتداعًا ولا رأيًا، ولا يُرجع فيه للعقول والاستحسانات أو النيات، مثل ما
يقولون: «والله نيته طيبة»، «فالذي فعل هذا ما قصد إلاَّ الخير، نيته طيبة».
نقول: ليست العبرة
بالنية في الأمور المحدثة، النية لا تُبَرِّر الفعل، العبرة بالاتباع. هذه هي
العبرة.
وهذا أيضًا مما يفعله القادم على مكة، الداخل إلى مكة، حاجًّا أو معتمرًا؛ أنه في طواف العمرة - إذا كان متمتعًا -،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1602)، ومسلم رقم (1266).