أو طواف القدوم - إذا كان قارنًا أو مُفْرِدًا -،
فإنه يَرْمُل في الأشواط الثلاثة الأولى.
والرَّمَل: هو التسارع في
المشي مع تقارب الخُطَى إظهارًا للقوة والجَلَد.
والسبب في ذلك أنه
لما قَدِم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في عمرة القضاء التي بعد الحديبية،
الرسول صلى الله عليه وسلم جاء عام الحديبية، هو وأصحابه معتمرين، فصدهم المشركون.
وحصلت مداولات وكادت
الحرب أن تثور، وفي النهاية جرى الصلح بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين
المشركين، على أن يرجع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في هذا العام، وأن
يُخْلُوا لهم البيت من العام القادم، يعتمرون مقاضاة للعمرة التي رجعوا عنها.
وليس القضاء معناه
قضاء العمرة الفائتة، وإنما هو من باب المقاضاة مع المشركين؛ ولذلك تُسمى «عمرة
القضية»، و«عمرة القضاء» يعني: المقاضاة.
فلما عَلِموا أنه جاء موعد قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، تَحَدَّث المشركون الذين يريدون احتقار المسلمين والتقليل من شأنهم؛ كعادة الكفار في كل زمان ومكان، الكفار يحتقرون المسلمين ويقللون من شأنهم دائمًا وأبدًا، قالوا: «يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ» يعنون الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، «قَدْ وَهَنَتْهُمْ»؛ يعني: أضعفتهم «حُمَّى يَثْرِبَ»، والحُمَّى: مرض يصيب الناس بسبب بعض البقاع.