×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

وكانت المدينة مشهورة بالحمى في ذاك الوقت، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا بنقل حُمَّاها إلى الجُحْفة([1]).

قالوا: «يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ»، و«يثرب»: هذه هي المدينة، هذا اسمها في الجاهلية، اسمها «يثرب».

قيل: إنها سُميت باسم الشخص الذي أسسها، اسمه «يثرب»، فسُميت باسمه. فهذا في الأصل اسم شخص.

وقيل: «يثرب» من التثريب، وهو اللوم.

والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تسميتها بـ«يثرب»([2])، وإنما المشركون هم الذين يقولون: «يثرب». أو المنافقون يسمونها «يثرب» استنقاصًا لها.

﴿وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ [الأحزاب: 13]، يعني: من المنافقين ﴿يَٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ [الأحزاب: 13]، هذا في غزوة الخندق، يُخَذِّلون المسلمين ﴿يَٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ [الأحزاب: 13]، ما قالوا: «يا أهل المدينة»، بل قالوا: «يا أهل يثرب».

فلا يسميها «يثرب» إلاَّ الكفار والمنافقون.

أما المسلمون، فيسمونها المدينة النبوية، أو دار الهجرة، أو طَيْبة، كما سماها النبي صلى الله عليه وسلم طَيْبة أو طابا، فيسمونها بهذه الأسماء: دار الهجرة، أو المدينة النبوية، أو طَيْبة، أو طابا، ولا يسمونها بيثرب.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (6372)، ومسلم رقم (1376).

([2]) أخرجه: البخاري رقم (1871)، ومسلم رقم (1382).