فنحن نُقَبِّله
ونستلمه اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وعبادة لله عز وجل، ليس عبادة للحجر،
الله أَمَرنا بذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، كما أَمَرنا أن نطوف بالبيت،
كما أَمَرنا أن نقف بعرفة، وأَمَرنا أن نبيت بالمزدلفة، وأَمَرنا أن نبيت في مِنى،
ونرمي الجمار. كل هذا عبادة لله عز وجل، ما هو من أجل التبرك بهذه الأماكن أو أنها
تنفع أو تضر، وإنما هي أمكنة للعبادة، مشاعر نعبد الله فيها؛ لأن الله أَمَرنا
بذلك.
فالمسألة: مسألة عبادة
واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «خُذُوا
عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»([1])، أي: اقتدوا بي
فيما أفعل من المناسك، افعلوا مثل فعلي.
فهذا هو الذي أراده
عمر رضي الله عنه، إزالة ما كانت تعتقده الجاهلية من التبرك بالأحجار.
ومثله الكعبة
المشرفة، نحن لا نعبد الكعبة، أو نريد منها النفع أو الضر، وإنما لأنها مكان
عبادة، مسجد لله عز وجل، نعبد الله حولها، نستقبلها ونطوف بها، ونصلي عندها تعبدًا
لله عز وجل، وإنما الكعبة مكان للعبادة، بيت الله عز وجل، حيث أَمَرنا الله بذلك: ﴿وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ﴾ [الحج: 29]، ﴿وَطَهِّرۡ بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ
ٱلسُّجُودِ﴾ [الحج: 26].
لماذا بدأ بالطائفين قبل الصلاة؟ لأن الطواف من خواص البيت، وأما الصلاة فيصلي الإنسان في أي مكان من الأرض: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1297).