عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ
مَكَّةَ مِنْ كَدَاءٍ، مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا الَّتِي بِالْبَطْحَاءِ،
وَخَرَجَ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى»([1]).
*****
وفيه دليل: على
مشروعية إخبار ولي الأمر بالمُفْسِد الذي يريد أن يضر المسلمين ويكيد للمسلمين، أن
ولي الأمر يُخْبَر به؛ حتى يَقضي عليه، ويريح المسلمين من شره. وليس هذا من
التجسس، أو الغِيبة، أو النميمة؛ وإنما هذا من درء المفاسد ودرء الخطر عن
المسلمين.
هذا مثل الحديث الذي
قبله؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل مكة من أعلاها، من ثَنِيَّة كَداء. و«الثَّنِيَّة»:
هي الطريق بين الجبلين. يُسمى الآن «ربع الحَجون»، المُطِل على الأبطح، هذا
هو كَداء: ربع الحَجون.
وخرج صلى الله عليه
وسلم من أسفلها من كُداء، من ثنية كُداء.
فهذا فيه: دليل على أن الدخول
يكون من أعلاها، والخروج يكون من أسفلها، إذا تيسر هذا.
وإذا لم يتيسر فإنه
يَدخل ويَخرج من أي مكان تيسر له، ولا سيما وأن الآن نظام المرور ما يسمح للناس
بأنهم يذهبون من أي طريق يريدونه، إنما يُنَظِّمون المرور؛ لأجل تلافي الأخطار،
وانسياب الحركة، فلا بد من التقييد بهذا الأمر.
فيه: «كَداء»، وفيه: «كُداء»، وفيه: «كُدَيّ» بالتصغير. وكل هذه الأسماء موجودة الآن.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1576)، ومسلم رقم (1257).