×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه: «أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ، فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ، لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ، مَا قَبَّلْتُكَ»([1]).

*****

ومَن لم يتيسر له دخول الكعبة، فالحِجْر، الحِجْر من الكعبة المحوط شمالي الكعبة، هذا من الكعبة، فبإمكانه أن يصلي في الحِجْر تحت الميزاب، ويكون قد صلى في الكعبة. وهذا متيسر، والحمد لله.

فكان من حرص ابن عمر رضي الله عنهما على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، ومن حرصه على الخير: كان أول مَن دخل، وسأل بلالاً رضي الله عنه: «هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ له: نَعَمْ، بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ».

الكعبة على أربعة أعمدة: عمودين في غربيها، وعمودين في شرقيها مما يلي الباب.

الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بين العمودين اليمانيين؛ يعني: الجنوبيين مما يلي اليمن، العمود الخلفي والعمود الأمامي، صلى بينهما صلى الله عليه وسلم.

فيُستحَب أن يُصَلَّى في هذا المكان، مَن دخل الكعبة فيُستحَب أن يُصَلِّى بين العمودين اليمانيين إذا تمكن من ذلك؛ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.

ومَن لم يتمكن، فالحِجْر، يُصَلِّي فيه، ويكون قد صلى في الكعبة.

وفي الحديث: مشروعية الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإن ابن عمر رضي الله عنهما بادر إلى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم.

الحجر الأسود معروف، وهو من شعائر الله عز وجل، وهو ملصق بركن الكعبة الجنوبي الشرقي، ومنه يبدأ الطواف، من حذاء الحِجْر يبدأ


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (1597)، ومسلم رقم (1270).