وأما الذين لم
يسوقوا هَدْيًا، فأَمَرهم أن يفسخوا الحج إلى عمرة، ويجعلوها تمتعًا؛ لأنهم لم
يسوقوا هديًا.
«فَكَانَ مِنَ
النَّاسِ مَنْ أَهْدَى»؛ يعني: ساق الهَدْي معه كما ساقه النبي صلى الله عليه
وسلم.
«وَمِنْهُمْ مَنْ
لَمْ يُهْدِ» أصلاً، أحرم متمتعًا، وهو ليس معه هَدْي.
«فَلَمَّا قَدِمَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلنَّاسِ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ أَهْدَى،
فَإِنَّهُ لاَ يَحِلُّ مِنْ شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَجَّهُ»»؛
لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ﴾ [البقرة: 196]، يعني: وقت ذبحه يوم
العيد.
«وَمَنْ لَمْ يَكُنْ
أَهْدَى، فَلْيَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلْيُقَصِّرْ
وَلْيَحْلِلْ»، هذا واضح؛ أن الذين ساقوا الهَدْي من الميقات يَبْقَوْن على إحرامهم،
وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما مَن لم يَسُق الهَدْي، فإنه يُحَوِّل
إحرامه إلى تمتع، يَفسخ الحج إلى العمرة ويجعله تمتعًا، ويَحِل من إحرامه بعد
العمرة، ثم يُحْرِم بالحج بعد ذلك، ويكون عليه هَدْي التمتع.
«وَبِالصَّفَا
وَالمَرْوَةِ»؛ يعني: يسعى بين الصفا والمروة.
والسعي بين الصفا والمروة يُسمَّى طوافًا؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَيۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ﴾ [البقرة: 158]، فالسعي بين الصفا والمروة يُسمى طوافًا أيضًا.