عَنْ حَفْصَةَ
زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا
شَأْنُ النَّاسِ حَلُّوا مِنَ الْعُمْرَةِ وَلَمْ تَحِلَّ أَنْتَ مِنْ
عُمْرَتِكَ؟! فَقَالَ: «إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلاَ أَحِلُّ
حَتَّى أَنْحَرَ»([1]).
*****
هذه حفصة بنت عمر رضي الله عنها، زوج النبي صلى
الله عليه وسلم، أُم المؤمنين - وهذا أيضًا زيادة تأكيد وزيادة بيان - سألته:
لِمَ لَمْ تَحِلَّ أنت مع الناس، وبَقِيتَ مُحْرِمًا بعد الطواف والسعي؟ فقال: «إِنِّي
لَبَّدْتُ رَأْسِي وَقَلَّدْتُ هَدْيِي»، ذَكَر لها المانع، وهو سَوْق
الهَدْي.
وأما مَن ساق
الهَدْي فلا يحل له أن يحل إلاَّ إذا ذبحه يوم العيد؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ﴾ [البقرة: 196].
«حَلُّوا مِنَ
الْعُمْرَةِ»؛ يعني: الذين ليس معهم الهَدْي، لماذا حَلُّوا وأنت لم تَحِلَّ؟! فبَيَّن
لها أن الذي منعه هو سَوْق الهَدْي.
«لَبَّدْتُ رَأْسِي»؛ تلبيد الرأس:
أن يضع عليه شيئًا يثبته من الانتفاش والشَّعَث، شيء، مادة تثبته؛ كالصمغ ونحوه.
«وَقَلَّدْتُ
هَدْيِي»، تقليد الهَدْي: أن يُجْعَل على الهَدْي قلائد؛ علامة على أنه الهَدْي؛
حتى لا يُتعرض له في الطريق.
«فَلاَ أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ»، شَرَح لها صلى الله عليه وسلم السبب الذي منعه من التحلل من العمرة، وأنه لا يحل مَن ساق الهَدْي حتى يَذبح الهَدْي يوم العيد، ويكون قارنًا بين الحج والعمرة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1566)، ومسلم رقم (1229).