×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ أَبِي جَمْرَةَ نَصْرِ بْنِ عِمْرَانَ الضُّبَعِيِّ قَالَ: «سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنَ الْمُتْعَةِ، فَأَمَرَنِي بِهَا. وَسَأَلَتْهُ عَنَ الْهَدْيِ، فَقَالَ: فِيهِ جَزُورٌ أَوْ بَقَرَةٌ أَوْ شَاةٌ أَوْ شِرْكٌ فِي دَمٍ.

قَالَ: وَكَانَ نَاسٌ كَرِهُوهَا، فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ إِنْسَانًا يُنَادِي: حَجٌّ مَبْرُورٌ، وَمُتْعَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ!! فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَحَدَّثَتْهُ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم »([1]).

*****

 هذا الحديث فيه: أن هذا الراوي أبا جمرة سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن المتعة. ما سبب سؤاله؟

لأنه حصل فيها اختلاف بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم:

فبعض الناس كرهها، كَرِه أن يُجْمَع بين عمرة وحج في سفر واحد؛ لأنه يريد أن يكون الحج في سفر والعمرة في سفر؛ حتى لا تنقطع الزيارة للبيت، لا يبقى البيت مهجورًا، فإذا فُتح للناس باب التمتع، فإن هذا يقلل من التردد على البيت خلال السنة.

هذا وجه كراهية مَن كَرِه التمتع. ومنهم عمر بن الخطاب وعثمان وابن الزبير رضي الله عنهم، كانوا يَنْهَوْن عن التمتع لهذا الغرض؛ لئلا يَقِل الوافد على البيت. هذه وجهة نظرهم.

ولكن سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التي يجب الأخذ بها، وأما مَن خالفها فلا يُعتبَر قوله كائنًا مَن كان، حتى ولو كان أبا بكر أو عمر أو ابن الزبير أو غيرهم!! العبرة بسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (1688)، ومسلم رقم (1242).