×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

ولهذا كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: «يُوْشِكُ أَنْ تَنْزِلَ عَلَيْكُمْ حِجَارَةٌ مِنَ السَّمَاءِ! أَقُوُلُ: قَالَ رَسُوُلُ اللهِ! وَتَقُوُلُوُنَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ!»([1])، وهذا من باب الإنكار على من خالف سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كان أفضل الناس، أفضل الأمة بلا شك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ومع هذا قال ابن عباس رضي الله عنهما هذه المقالة، مما يدل على أن العبرة بسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما أقوال المجتهدين، فإذا خالفت النص فلا عبرة بها!!

ولهذا يقول الإمام الشافعي رحمه الله: «أجمع المسلمون على أن من استبانت له سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يحل له أن يدعها لقول أحد». مَن استبانت له. أما ما دام أنه ما تبين، وإنما هو اجتهاد واختلاف وكل واحد له احتمال من الصحة، فلا إنكار في مسائل الاجتهاد، ولكن مِن بعد ما يتبين الدليل يجب الأخذ به.

هذه وجهة مَن كَرِه التمتع، وهذا دليلُ مَن قال بالتمتع، وهم ابن عباس وغيره ممن يرون التمتع، وهو الصحيح، قولهم هو الصحيح.

وسأله أيضًا عن الهَدْي، فقال: «جَزُور» الجَزور: هو البعير، «أو بقرة أو شاة» يعني: يكون الهَدْي من هذه الثلاثة، من بهيمة الأنعام؛ إما من الإبل، أو من البقر، أو من الغنم.

الشاة لا تجزئ إلاَّ عن واحد، وأما الإبل والبقر فكل واحدة تجزئ عن سبعة، فيشترك السبعة في بدنة أو في بقرة.


الشرح

([1]) أخرجه: أحمد رقم (3121).