عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: «سُئِلَ
أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ - وَأَنَا جَالِسٌ -: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم يَسِيرُ حِينَ دَفَعَ؟ قَالَ: كَانَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، فَإِذَا وَجَدَ
فَجْوَةً نَصَّ»([1]).
العَنَقُ: انْبِسَاطُ السَّيْرِ. وَالنَّصُّ: فَوْقَ
ذَلِكَ.
*****
«فَأَمَرَهُمْ أَنْ
يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً»؛ كما سبق، أَمَر الذين لم يسوقوا الهَدْي أن يجعلوها
عمرة، أن يحولوا قِرانهم وإفرادهم إلى عمرة.
«فَقَالُوا: يَا
رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْحِلِّ؟»؛ لأن الحل على قسمين: تحلل أول، وتحلل
ثانٍ، فهم يسألون الرسول: هل يتحللون التحلل الأول ولا يأتون النساء؟ أو
يتحللون التحلل الثاني ويأتون النساء؟ سألوه عن ذلك، فقال: «الْحِلُّ
كُلُّهُ»؛ يعني: التحلل الكامل، «الْحِلُّ كُلُّهُ» بما في ذلك إتيان
النساء.
سألوا أسامة بن زيد
بن حارثة رضي الله عنهما، حِب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حِبه؛ لأنه كان
رديفًا للنبي صلى الله عليه وسلم على الراحلة لما دفع من عرفة.
فسألوه: كيف كان سير
النبي صلى الله عليه وسلم في دفعه من عرفة؟
كان صلى الله عليه وسلم يقول:
«أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ»([2])، يحثهم على الهدوء
في السير، وعدم السرعة التي تضر بالناس، وعدم التزاحم.
فسيره صلى الله عليه وسلم كان العَنَق؛ يعني السير المنبسط السريع، الذي ليس فيه شدة، «العَنَقُ» يعني: السير السريع الذي ليس فيه شدة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1666)، ومسلم رقم (1286).