×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

هذه هي المناسك التي تُفعل في يوم عيد النحر.

إذا فَعَلها في هذا اليوم كلها فهذا أفضل وأكمل، وهو الذي فَعَله النبي صلى الله عليه وسلم.

وإن أَخَّر شيئًا منها في أيام التشريق فلا حرج، ولكن الأفضل أن يستكملها في يوم النحر، ويتحلل من إحرامه تحللاً كاملاً؛ كما فَعَل النبي صلى الله عليه وسلم.

وأيضًا: على هذا الترتيب: الرمي، ثم النحر، ثم الحلق أو التقصير، ثم الإفاضة. على هذا الترتيب أفضل.

والنبي صلى الله عليه وسلم وقف للناس يسألونه. وهكذا ينبغي للعالِم أن يستقبل الناس، لاسيما في موسم الحج؛ لأن الناس بحاجة إلى أن يسألوه، فيقف لهم، بمعنى أنه يستقبلهم، يجعل فرصة للناس كما فَعَل النبي صلى الله عليه وسلم.

فسألوه صلى الله عليه وسلم، سأله رجل فقال: «لم أشعر»؛ يعني لم أنتبه للترتيب، فحلقت قبل أن أرمي، أو نحرت قبل أن أرمي! وقال الآخر: أنا لم أشعر، رميت قبل أن أحلق! والنبي صلى الله عليه وسلم في كل مسألة يقول للسائل: «افْعَلْ وَلاَ حَرَجَ».

«فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ فِي هَذَا اليَوْمِ»؛ يعني في يوم العيد، ما سُئِل عن شيء في يوم العيد «قُدِّمَ أَوْ أُخِّرَ» من هذه الأربعة «إِلاَّ قَالَ: افْعَلْ وَلاَ حَرَجَ»، فدل على أن ترتيبها سُنة، وأن تقديم بعضها على بعض أنه جائز ولا حرج فيه.

هذا ما يدل عليه هذا الحديث، أنه خاص بالأمور الأربعة التي تُفعل يوم العيد، وأنه خاص بيوم العيد، بهذا اليوم.


الشرح