بينما بعض الناس
الذين يلتمسون الرُّخَص، ويريدون أن يعمموه على كل أفعال الحج، يقولون: يرمون قبل
الزوال في أيام التشريق ولا حرج!!
الرسول ما قال هذا،
الرسول صلى الله عليه وسلم ما قال هذا، ما سئل عن الرمي قبل الزوال، فقال: افعل
ولا حرج. وكذلك في غيره من مناسك الحج، إنما هذا خاص بهذه الأربعة، وبيوم العيد.
هذا مورد الحديث، فنحن نقتصر على ما جاء، الأصل أنها تُرتَّب، وأنها تُؤدَّى في
يوم العيد، وإن حصل تقديم أو تأخير بعضها على بعض فلا بأس؛ لأن النبي صلى الله
عليه وسلم أفتى بذلك.
أما أننا نعمم في كل
أعمال الحج، نقول: افعل ولا حرج ونستدل بهذا الحديث، فهذا استدلال في غير محله!!
وبَنَوْا على ذلك
أنهم يُفتون بالرمي قبل الزوال في أيام التشريق! وهذا لا مستند له، بل هو يخالف
سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه صلى الله عليه وسلم تَحَيَّن هو وأصحابه إلى
أن زالت الشمس.
فلو كان الرمي
جائزًا في اليوم الحادي عشر وما بعده، لبينه للناس؛ لأنه في موقف البيان صلى الله
عليه وسلم، فهو لم يَرْمِ قبل الزوال، ولم يُرخِّص لأحد أن يرمي قبل الزوال في
أيام التشريق.
فنحن لا نبتدع، ونقول: يجوز الرمي قبل الزوال بأي دليل؟! بأي مستند؟! لا يوجد، ولا نُحَمِّل الحديث ما لا يحتمل، «افْعَلْ وَلاَ حَرَجَ»، ونخرجه عن مدلوله! هذا أمر لا ينبغي.