×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ: «أَنَّهُ حَجَّ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، فَرَآهُ رَمَى الْجَمْرَةَ الْكُبْرَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، فَجَعَلَ الْبَيْتَ عَنْ يَسَارِهِ وَمِنًى عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ صلى الله عليه وسلم »([1]).

*****

فدل هذا الحديث على مسائل:

المسألة الأولى: أن العالِم ينبغي أن يهيئ نفسه للناس للإجابة عن أسئلتهم؛ كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف لهم.

المسألة الثانية: فيه أنه يجب على الجاهل أن يسأل أهل العلم؛ كما سأل هؤلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يَسأل أهل العلم، ما يَسأل المتعالمين أو الجهال أو الذين ليس عندهم فقه، لا، يسأل العلماء الذين عندهم فقه وعندهم معرفة بالأحكام الشرعية.

المسألة الثالثة: في الحديث دليل على يسر هذه الشريعة وسماحتها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نَفَى الحرج عمن قَدَّم أو أَخَّر في هذا اليوم. فهذا دليل على يسر هذه الشريعة وسماحتها.

عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من أكابر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من فقهائهم ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وكان بحرًا في العلم والفقه في دين الله، وهو حريص على أن يفعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تكون أفعاله مُطابِقة لسُنة الرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (1749)، ومسلم رقم (307).